أرجوكم لا تسخروا مني
الفصل الأول/ أشباح الماضي تطاردني من جديد.
هذا جنون؟ لم اشعر بالخوف؟أتصرف كما لو كانت السهرة الأولى التي أحضرها.لقد أقمت حفلات لرؤساء حكوميين. لا أختلط غالبا بالأشخاص المهمين وأتحدث معهم في مواضيع مثيرة للإهتمام وحسب بل إنني أيضا مسؤولة عن هذه الأحداث ومن شأني التأكد من أن كل شيء يجري على ما يرام . ولكن لا يمكن مقارنةهذا الحدث بتلك الأمسيات . ومع ذلك، ها أنا جالسة في سيارة مستأجرة في موقف سيارات فندق في ضاحية شيكاغو حيت ترعرعت، خائفة من حضور حفلة في بلدتي. إني أتصرف بسخافة إنه فقط إجتماع لطلاب الثانوية ولا داعي لأن أشعر بالخوف. لا يستطيعون إيذائي بعد الأن فأنا ناجحة وأملك شركة للعلاقات العامة. كما إنني أسافر باستمرار وألتقي اشخاصا مهمين وأعمل مع كتاب ومنتجين مشهورين لقد تخطيت تلك المعاملة السيئة التي كنت ألقاها في المدرسة . وأخيرا أعيش ما كنت أحلم به في سن المراهقة عندما كنت أستمع إلى أغنية باري مانيلو المشهورة نجحت رغم المصاعب ،نشيد البطة القبيحة التي تحولت إلى وزة . اللعنة، من أحاول أن أخدع ؟ أخشى الخروج من هذه السيارة لأنني أعرف أن داخل صالة فندق الهيلتون اشباح ماضي ما زالت تطاردني. عندما أعيد التفكير في قرارة نفسي في العمل، لا أسمع صوتي في ذهني بل صوت زملاء صفي منذ وقت طويل الذين يجتمعون اليوم على بعد اقل من ثلاثين مترا عني وهم يسخرون مني ويضربوني ضربا مبرحا. لقد دمروا ثقتي بنفسي لدرجة أنه تتطلب عشرون عاما للكف من بغض ذاتي. هل من المعقول أن الثقة التي اكتسبها منذ مرحلة الثانوية ستنجلي إن دخلت عبر هذه الأبواب؟ ماذا لو كان الشخص الذي أنا عليه الآن والحياة التي اعيشها حاليابكل تحدياتها وتميزها مجرد توقف مؤقت ؟ ماذا لو كانت تلك المراهقة المرتعبة التي كنتها في الماضي، تلك المنبوذة التي كانت تعود غلى المنزل مخضبة بالجروح والكدمات ما زالت تختبئ داخلي؟ هل ستظهر للعيان إن رمقني أحد الزملاء الأكثر شعبية بطريقة غريبة او ضحك؟ هل ستهجرني ثقتي بنفسي عندما أرى تلك الوجوه المألوفة التي سببت لي هذا الألم؟هل سأتألمكثيرا إذا أستعدت صورة تلك الفتاة التي لم تشعر بالأمان ولم تطق النظر إلى المرآة لأنها كانت تشمئز من نفسها؟ ما الذي افعله بنفسي ؟ لم أعد مراهقة . إن الأشخاص الذين يحضرون الإجتماع الليلة بالغون ولديهم أولاد ووظائف ويعيشون حياة الراشدين. من الغرابة أن أقلق من أنهم سوف يهاجموني. إنني أتصرف كمن يعاني من مرض عصابي. لا بد من أن أواجه مخاوفي. لن أسمح لنفسي بأن أكون رهينة ذكرياتي المؤلمة عندما كنت أتعرض للمضايقة وإساءة المعاملة. يجب أن أخرج من هذه السيارة وأعبر الموقف وأفتح تلك الأبواب وأدخل. لا بد من أن أظهر للجميع بأنني امرأة رفيعة المستوى لا تذكر حتى الأحداث التي جرت في المرحلة الثانوية، فكيق بالسماح لنفسها أن تتأثر بها. أنا متأكدة أن عيونهم ستجحظ عند رويتي. فلا أحد منهم يتوقعحضوري أم أنهم يتوقعون ؟ ربما تشعرون بالفضول لمعرفة ما جرى لتلك الفتاة التي كان توقها للتقبل يجعلهم يسخرون منها فصلا بعد فصل، أو الأسوأ من ذلك ،قد يكون لا يذكروني أبدا.أخبرتني زميلة في جامعة شيكاغو ان المشكلة الكبرى في إساءة المعاملة في المدرسة هي التجاهل الإجمالي. شرحت لي أن المتنمرين لا يدركون أن الألم الذي يسببونه يمكن أن يخلف آثارا نفسية وعاطفية دائمة. بالنسبة إلى المجتمع سيبقى الأولاد دائما أولادا . وكنتيجة لذلك ، يفلت المتنمرون بأفعالهم ولا يذكرون لا حقا أنهم سببوا الأذى لأحد لاعتقادهم بأنهم كانوا يتصرفون بشكل طبيعي.ثم يسمعون عن إطلاق نار في الثانوية فيخشون كالجميع من أن طالبا يقتل آخر. يمكن أن يراقب الطلاب ذوو الشعبية إساءة المعاملة ولكنهم لا يولون أي إهتمام إن لم يؤثر الأمر فيهم . من يتأثر فعلا هم الناس مثليالذين كانت كانت سنوات الدراسة جحيما بالنسبة إليهم ومع ذلك يعتقد الجميع إننا نبالغ في مرارة ما جرى لنا .يداي تتعرقان وتفكيري مشوش ومرتبك.إنني أعض على شفتي وقد بدأت تنزف . أما شعري! لطالما سخروا من شعري لانه كان متموجا ومن الصعب التحكم به . والليلة، إنه أكثر تموجا من اي وقت مضى. يا إلهي، لا أقوى على القيام بذلك .لم علي مواجهة أشباح الماضي على اي حال؟ أنا أمرأة ناجحة اليوم. ركن البعض منهم سياراتهمبالقرب مني.ورأوني جالسة هناإنهم آتون من هذه الجهة. أشعر وكأني عدت إلى اليوم الأول من مدرسة الأحداث العالية.....
إنتهى الفصل الأول سأكمل قصة الفصل الثاني
غدا بإذن الله